التاريخ الإسلامي
دون تشويه أو تزوير
التاريخ الإسلامي يمتد منذ بداية الدعوة الإسلامية بعد نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تأسيس الدولة الإسلامية بالمدينة المنورة وحكم الخلفاء الراشدين، مرورًا بالدولة الأموية فالدولة العباسية بما تضمنته من إمارات ودول مثل السلاجقة والغزنوية في وسط آسيا والعراق وفي المغرب الأدارسة والمرابطين ثم الموحدين وأخيرًا في مصر الفاطميين والأيوبيين والمماليك ثم سيطرة الدولة العثمانية التي تعتبر آخر خلافة إسلامية على امتداد رقعة جغرافية واسعة، وهذه البوابة تعنى بتوثيق التاريخ من مصادره الصحيحة، بمنهجية علمية، وعرضه في صورة معاصرة دون تشويه أو تزوير، وتحليل أحداثه وربطها بالواقع، واستخراج السنن التي تسهم في بناء المستقبل.
ملخص المقال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى قريشًا من كنانة واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم.
فهر بن مالك هو الجد العاشر للنبي صلى الله عليه وسلم، وبعض المؤرخين يقولون إن فهرًا هو قريش، فصار أولاد فهر هم القريشيون، وبالتالي عُرِف فهر بقريش، فكل قريشي هو من فهر، على الرغم من وجود إخوة لفهر، وكذلك أعمام، ولكن لم يستمر عقبهم، والأشهر أن فهر هو قريش.
ولد فهر سبعة من الأولاد أشهرهم ثلاثة: (الحارث، ومحارب، وغالب).
1- الحارث بن فهر: (البطن الأول)، (من قريش الظواهر) وأشهر رجالهم أبو عبيدة عامر بن الجرَّاح أمين هذه الأمة، وكذلك الفاتح الشهير عياض بن غَنْم، وهما من الفروع التي سمح لها قصي بالعيش في مكة.
2- محارب بن فهر: (البطن الثاني)، (من قريش الظواهر) وأشهر رجالهم: ضرار بن الخطاب من مسلمة الفتح، والمستورد بن شدَّاد، والضحاك بن قيس، وهو صاحب شرطة معاوية، ومختلف في صحبته، وأخته فاطمة بنت قيس أكبر منه وصحابية جليلة، وتزوجت أسامة بن زيد، وكُرْز بن جابر الفهري الذي أغار على المدينة، ثم أسلم لاحقًا.
والحارث بن فهر ومحارب بن فهر من قريش الظواهر، ولم يسمح لهم قصي بدخول الأبطح في مكة، إلا بعضًا منهم، فعاش أغلبهم في ظاهرها معيشة البدو، والمنتسب إلى أيٍّ من الحارث أو محارب يقال له الفهري.
3- غالب: الابن الثالث من أولاد فهر المشهورين، وهو الجدُّ التاسع للنبي صلى الله عليه وسلم، وولد غالب ثلاثة من الأولاد: (تيم الأدرم، وقيس، ولؤي)، تيم الأدرم البطن الثالث من قريش الظواهر، ومنهم ابن خطل الذي قتله جند الرسول صلى الله عليه وسلم في فتح مكة، وأما قيس فلا عقب له، وأما لؤي فهو الجدُّ الثامن للنبي صلى الله عليه وسلم.
وقد ولد لؤي عدد من الأولاد كلهم من قريش البطاح أو الأبطح، وأشهرهم:
1-عامر بن لؤي: (البطن الرابع)، ومن هذه القبيلة سهيل بن عمرو وهو الذي أجرى مباحثات صلح الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وابنه أبو جندل من الصحابة وقصته معروفة، ومنها أيضًا أم المؤمنين سودة بنت زمعة، روى البخاري في صلح الحديبية: "جَاءَ بُدَيْلُ بْنُ وَرْقَاءَ الخُزَاعِيُّ فِي نَفَرٍ مِنْ قَوْمِهِ مِنْ خُزَاعَةَ، وَكَانُوا عَيْبَةَ نُصْحِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَهْلِ تِهَامَةَ، فَقَالَ: إِنِّي تَرَكْتُ كَعْبَ بْنَ لُؤَيٍّ، وَعَامِرَ بْنَ لُؤَيٍّ نَزَلُوا أَعْدَادَ مِيَاهِ الحُدَيْبِيَةِ.."[1].
2-كعب: هو الابن الثاني المشهور من أولاد لؤي، وهو الجدُّ السابع للنبي صلى الله عليه وسلم..
وولد كعب ثلاثة من الأولاد (عدي، وهُصَيْص، ومُرَّة)
1-عدي: (البطن الخامس): ومنها عدي منها عمر بن الخطاب، وسعيد بن زيد، وأمُّ المؤمنين حفصة بنت عمر.
2-هُصَيْص: وهو الذي ولد عَمْرًا، وله سهم (البطن السادس)، ومنها العاص بن وائل وابنه عمرو بن العاص، وأيضًا له جمح (البطن السابع) ومنها أمية بن خلف وابنه صفوان بن أمية
3-مُرَّة: وهو الجدُّ السادس للنبي صلى الله عليه وسلم.
وولد مُرَّة ثلاثة من الأولاد: (تيم، ويقظة، وكلاب)
1- تيم: (البطن الثامن)، ومنها أبو بكر الصديق، وطلحة بن عبيد الله، وأمُّ المؤمنين عائشة.
2- يقظة: الذي ولد مخزوم (البطن التاسع) (ابن عم قصي الذي حاز الشرف).
ومخزوم منها الوليد بن المغيرة، وابنه خالد بن الوليد، ومنها أبو جهل بن هشام بن المغيرة، وهو ابن أخي الوليد بن المغيرة، ووالد عكرمة بن أبي جهل، ومنها أمُّ المؤمنين أم سلمة بنت أبي أمية.
3- كلاب: وهو الجدُّ الخامس للنبي صلى الله عليه وسلم.
وولد كلاب: (زهرة، وقصي)
1- زهرة: (البطن العاشر) منها آمنة أم الرسول صلى الله عليه وسلم، وسعد بن أبي وقَّاص، وعبد الرحمن بن عوف.
2- قصي: هو الجدُّ الرابع للنبي صلى الله عليه وسلم، وهو من الشخصيات المميَّزة جدًّا في تاريخ مكة، وله أثر مباشر في مسألة سدانة الكعبة.
ولد قصي أربعة من الأولاد (عبد الدار، وعبد العزى، وعبد قصي، وعبد مناف)
1- عبد الدار: (البطن الحادي عشر)، ومنها مصعب بن عمير، وعثمان بن طلحة، وشيبة بن عثمان، وأبناؤه بنو شيبة حملة مفتاح الكعبة،
2- عبد العزى: ومنها أسد (البطن الثاني عشر)، ومنها خديجة بنت خويلد، وابن عمها حكيم بن حزام، والزبير بن العوام
3- عبد أو عبد قصي: وانقرض عقبه
4- عبد مناف: هو الجدُّ الثالث للنبي صلى الله عليه وسلم.
ولد عبد مناف أربعة من الأولاد: (عبد شمس، والمطلب، ونوفل، وهاشم)
1- عبد شمس: توأم هاشم، والبطن الرابع عشر، وأنجب عبد شمس ربيعة والد عتبة وشيبة، وأنجب أمية (البطن الخامس عشر)، ومنها عثمان بن عفان، وأبو سفيان، ومعاوية، وسائر رجال الدولة الأموية، ومنها أمُّ المؤمنين أم حبيبة بنت أبي سفيان.
2- المطلب: (البطن السادس عشر)
3- نوفل: (البطن السابع عشر)، ومنها المطعم بن عدي وابنه جبير بن المطعم
4- هاشم: هو الجدُّ الثاني للنبي صلى الله عليه وسلم، والبطن الثالث عشر، عائلة الرسول صلى الله عليه وسلم.
إذن بنو هاشم هم قبيلة من سبعة عشر قبيلة كبرى في قريش، يعني تمثِّل 6 % تقريبًا من قريش، وإن كان من الممكن أن تكون أكبر من بقية القبائل، وبذلك ترتفع النسبة إلى 10 أو 20 بالمائة)، بحساباتنا يعني بنو هاشم (آل البيت أو الأشراف) لو 20% يكونون من نصف مليون إلى مليون في العالم.
فروع هاشم: آل البيت
هكذا صارت عائلة هاشم، وهي محدودة، أشرف فروع قريش كلها، وذلك بنصِّ كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أما هاشم فقد ولد عدة أهمهم: أسد والد فاطمة بنت أسد رضي الله عنها أم علي بن أبي طالب، وله أيضًا صيفي، وأبو صيفي، ونضلة، وعبد المطلب الجد الأول للنبي صلى الله عليه وسلم.
ولد عبد المطلب عشرة من الذكور، وستة من الإناث، منهم بالطبع عبد الله والد الرسول صلى الله عليه وسلم، وحمزة أسد الله، وكان منهم اثنان انتشر عقبهما، وهما العباس، وأبو طالب، ومنهم كذلك أبو لهب، يضاف آل المطلب بن عبد مناف إلى "آل البيت" في قول الشافعي.
نسب الرسول صلى الله عليه وسلم:
بين الرسول صلى الله عليه وسلم وعدنان عشرون اسمًا، وعدنان هو الجدُّ العشرون.
فهو مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيِّ بْنِ كِلاَبِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعبِ بْنِ لؤَيِّ بْنِ غالِبِ بْنِ فِهْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ بْنِ نِزَارِ بْنِ مَعَدِّ بْنِ عَدْنَانَ.
وكان الكفار يقولون كما وصف الله تعالى: {وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ} [الزخرف: 31]، ويقصدون في العظمة الوليد بن المغيرة المخزومي، أو عروة بن مسعود الثقفي، ومعيار العظمة عندهم المال والسلطة لا الشرف[2].
[1] البخاري: كتاب الشروط، باب الشروط في الجهاد والمصالحة مع أهل الحرب وكتابة الشروط (2581).
[2] لمشاهدة الحلقة على اليوتيوب اضغط هنا: اصطفاء بني هاشم1، اصطفاء بني هاشم2.
التعليقات
إرسال تعليقك