شهادات
العظماء والمنصفين
الإسلام دين حق، براهينه ساطعة، ودلائله واضحة، وجذوره ثابتة، يؤمن المسلمون بعظمته، ويشهد له العدو والحبيب، وشهادات المسلمين تعتبر مجروحة عند الذين لا يعرفون ديننا، أو حضارتنا، أو رسولنا، وهذه بوابة ترصد شهادات المنصفين من أعلام الغرب والشرق قديمًا وحديثًا من ديانات وملل مختلفة في إنصاف الإسلام وفي القرآن وفي الرسول صلى الله عليه وسلم وحضارة المسلمين، خاصة المشهورين المرموقين عند بني جلدتهم، الموثوق فيهم علميًا.
ملخص المقال
ستانلي لين بول هو مستشرق وعالم آثار بريطاني، ينتمي لعائلة مستشرقة شهيرة، حيث اشتهرت والدته وشقيقه وعمُّه بعملهم في هذا المجال.
ستانلي لين بول (Stanley Lane-Poole) (1854 – 1931م)
مستشرق وعالم آثار بريطاني، ينتمي لعائلة مستشرقة شهيرة، حيث اشتهرت والدته صوفيا لين بول، وشقيقه ريجنالد ستيوارت بول، وعمُّه إدوارد ويليام لين بعملهم في هذا المجال.
وُلد في لندن عام 1854م، وعمل في المتحف البريطاني ما بين عامي 1874 و1892م، ثم اتَّجه إلى مصر بهدف التنقيب عن آثارها، وكان يتقن اللغة العربية؛ حيث شغل منصب أستاذ الدراسات العربية في جامعة دبلن (1897 – 1904م).
ومن أهمِّ مؤلَّفاته: «مصر» (1881م)، «مختارات لين من القرآن» (1879م)، «القرآن، لغته الشعريَّة وقوانينه» (1882م)، «الحياة الاجتماعية في مصر: وصف للمدينة وناسها» (1884م)، «قصة المورسيكين في إسبانيا» (1886م)، «تركيا» (1888م)، «أسرات المحمديين: جداول تاريخيَّة ونسب مع التقدمة التاريخيَّة» (1894م)، «صلاح الدين: السلطان القوي وموحِّد الإسلام» (1898م)، «تاريخ مصر في القرون الوسطى» (1901م)، «الهند في القرون الوسطى تحت حكم المحمديِّين» (1903م).
- أثر الدين الإسلامي على معتنقيه:
«إنَّ هذا النبي العربي شرع في طليعة القرن السابع ينشر الإسلام، فلقيت دعوته آذانًا واعية، وعظم تأثيرها في قلوب العرب، فأثارت في طبائعهم وأخلاقهم ثورةً عنيفةً شاملة. وكان ما يدعو إليه محمد (ﷺ) سهلًا حنيفًا، قريبًا إلى النفوس، يتفق مع شريعة اليهود التي كان لها أحبارٌ بالجزيرة، وقد أبطل كثيرًا من الأحكام والعادات، وأضاف أحكامًا جديدةً كان العرب في حاجةٍ إليها، ودعا إلى الوحدانيَّة، فكان ذلك فتحًا جديدًا بين قومٍ مردوا على عبادة الأوثان.
ويصعُب علينا في هذه الأيام أن ندرك التأثير الشديد الذي بعثه هذا الدين الهادئ في قلوب العرب، ولكنَّنا نعرف أن هذا التطوُّر الديني قد تم فعلًا، وأن للأنبياء الصادقين دائمًا قوَّةً غريبةً في اجتذاب النفوس، ولقد كان محمد (ﷺ) حين دعا قومه صادقًا، وبلغ دينه الذي يراه الدين الحق أمينًا مثابرًا، ولقد كان في الدين من السمو، وفي النبيِ (ﷺ) وأصحابه من الرغبة الحافزة في نشره، ما أثار موجةً ملكت على العرب شعورهم، وأجَّج في نفوسهم جذوةً يُسمِّيها الناس اليوم بالتعصُّب الديني. وكان العرب قبل بَعثة محمد (ﷺ) أشتاتًا من شعوب وقبائل متطاحنة، تتنافس في الشجاعة الوحشيَّة، والكرم، والبطولة، وتعيش من الغارات وانتهاب الغنائم، فحوَّلهم النبي في طرفة عينٍ إلى قومٍ مسلمين، وملأ قلوبهم بحماسة الشهداء، ووصل حبَّهم الفطري للدنيا والمغانم، بطموحٍ نبيل هو تبليغ الدين إلى الناس كافَّة»[1].
([1]) ستانلي لين بول: قصة العرب في إسبانيا، ترجمة: علي الجارم، كلمات عربية للترجمة والنشر – القاهرة، 2012م، ص14.
التعليقات
إرسال تعليقك