التاريخ الإسلامي
دون تشويه أو تزوير
التاريخ الإسلامي يمتد منذ بداية الدعوة الإسلامية بعد نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تأسيس الدولة الإسلامية بالمدينة المنورة وحكم الخلفاء الراشدين، مرورًا بالدولة الأموية فالدولة العباسية بما تضمنته من إمارات ودول مثل السلاجقة والغزنوية في وسط آسيا والعراق وفي المغرب الأدارسة والمرابطين ثم الموحدين وأخيرًا في مصر الفاطميين والأيوبيين والمماليك ثم سيطرة الدولة العثمانية التي تعتبر آخر خلافة إسلامية على امتداد رقعة جغرافية واسعة، وهذه البوابة تعنى بتوثيق التاريخ من مصادره الصحيحة، بمنهجية علمية، وعرضه في صورة معاصرة دون تشويه أو تزوير، وتحليل أحداثه وربطها بالواقع، واستخراج السنن التي تسهم في بناء المستقبل.
ملخص المقال
الجيش البيزنطي هو مقال لسهيل طقوش يتناول فيه بالتحليل تكوين الجيش البيزنطي من وحدات عسكرية وأسلحة وزي مع بيان تنظيمها الإداري وأسلوبها في القتال.
عندما بحثنا في أوضاع الإمبراطورية الفارسية تناولنا أوضاع الجيش الفارسي من حيث تشكيلاته وعدته وتكتيكه العسكري، وحتى نستكمل الدراسة العسكريَّة للقوى المسلحة التي واجهها المسلمون أثناء الفتوح نبحث هنا أوضاع الجيش البيزنطي[1].
وضع أسس الجيش البيزنطي
لقد وضع الإمبراطور موريس والقائد بلزاريوس أساس الجيش البيزنطي، وزاد الإمبراطور هرقل من كفاءته وقدرته القتالية، وانتصر به على الفرس والصقالبة والآفار.
أعاد الإمبراطور موريس تنظيم الهيكل العام للجيش، ووضع أسس التجنيد، ورفع عديد الوحدة القتالية إلى أربعمائة، وجعلها الوحدة الأساسية للجيش، ثُمَّ جمع عددًا من هذه الوحدات في مجموعة واحدة يتراوح عديدها بين ستة وثمانية آلاف، وسمَّاها (الفرقة).
فرقة الفرسان الثقيلة
تشكل فرقة الفرسان الثقيلة عماد الجيش البيزنطي بما لها من أهميَّةٍ كبيرة، ويرتدي الفارس قميصًا معدنيًّا من رقبته حتى الفخذين، ويحمل درعًا مستديرًا، كما يرتدي قلنسوة على رأسه وقفَّازًا طويلًا يُغطي اليدين إلى ما بعد الرسغ، وينتعل حذاء من الصلب، وزُوِّدت جياد الضباط وقوَّات الخطِّ الأماميِّ بمقدمةٍ حديد لحمايتها، وجُهِّزت الجياد بسروجٍ مريحة ورِكاب حديدي.
يستخدم الفارس أثناء القتال سيفًا عريضًا وخنجرًا وقوسًا، ويحمل جعبةً مملوءةً بالسهام وحربة طويلة، ويثبِّت بلطة في سرج جواده أحيانًا.
الزي العسكري البيزنطي
وكان الزي العسكري موحَّدًا يشتمل على معطف وعلم مثلث على رأس الرمح، وخصلة من الشعر على الخوذة.
الواقع أنَّ هذا اللباس العسكري للفرسان -الذي اتَّصف بثقل الوزن- شكَّل عائقًا أثناء العمليَّات القتاليَّة أمام القوى الإسلاميَّة التي اتَّصف مقاتلوها بخفَّة الحركة؛ إذ حدَّ من حريَّة حركة الفارس، وحرمه من الاستفادة من كفاءته القتالية ولياقته البدنية.
فرقة المشاة
انقسمت فرقة المشاة في الجيش البيزنطي إلى قسمين:
الأولى: فرقة المشاة الثقيلة؛ ارتدى أفرادها رداءً معدنيًّا وقفَّازاتٍ طويلة ودروعًا للساق وخوذةً حديديَّةً من الأمام، وحملوا دروعًا مستديرةً كبيرة، وشكَّل الرمح والسيف والبلطة سلاحهم الهجومي، وكان هذا اللباس عائقًا ميدانيًّا لهذه الفرقة من المشاة تمامًا مثل فرقة الفرسان الثقيلة.
الثانية: فرق المشاة الخفيفة؛ واقتصرت مهمَّاتها العسكرية على الدفاع عن الممرَّات والمناطق الجبليَّة، وحماية القلاع والمدن المهمَّة، وشكَّل الرماة عماد هذه الفرقة.
يتناسب تنظيم الوحدات العسكرية مع التكتيل الذي يُنفِّذونه أثناء القتال، وهو أسلوبٌ مرنٌ يتغيَّر من معركةٍ إلى أخرى، ويُحدَّد من قبل القادة بالاستناد إلى أسلوب العدوِّ القتالي.
كان هناك سُلَّم لرتب الضباط، أمَّا المصطلحات الفنيَّة المستخدمة في الجيش البيزنطي فكانت خليطًا من الكلمات الرومانيَّة واليونانيَّة واللاتينيَّة.
التكتيك القتالي عند البيزنطيين
وعرفت بيزنطة نظام الكتائب في التكتيك القتالي القائم على سلاحي الفرسان والمشاة، ذلك بعد أن أخذته عن اليونان، إلَّا إنَّه في العصر الإسلامي الأوَّل كانت جيوش بيزنطة تُقسَّم إلى فرق تُسمَّى كراديس تضم كلٌّ منها زهاء ستمائة جندي[2].
المصدر: كتاب تاريخ الخلفاء الراشدين الفتوحات والإنجازات السياسية.
ـــــــــــــــــــــ
[1] مونتغمري، فيلد مارشال: الحرب عبر التاريخ: ص138، والبلاذري: ص143.
[2] سويد: ص80.
التعليقات
إرسال تعليقك