ملخص المقال
عمار بن ياسر، أمه سمية أم عمار, أول شهيدة في الإسلام، قصة اسلامه، مقتل عمار بن ياسر، وقول النبي صبرا آل ياسر
هو الصحابي الجليل عَمَّارُ بْنُ يَاسِرِ بْنِ عَامِرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ الْحُصَيْنِ بْنِ الْوُذِيمِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَامِرِ الْأَكْبَرِ العَنْسِيّ. حليف بني مخزوم.
كان من السابقين إلى الإسلام، عُذّب هو ووالداه في الله، كان النبي صلى الله عليه وسلم يمرّ عليهم وهم يعذبون ويقول لهم: «صَبرًا آلَ يَاسرٍ مَوعِدكُم الجنَّة». واتُّفق على أن قوله تعالى: ﴿إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ﴾ [النحل: 106] نَزَلتْ في عَمَّارٍ رضي الله عنه.
قال ابن الأثير: "عمار بن ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن مالك ثم العنسي، أبو اليقظان، وهو من السابقين الأولين إلى الإسلام، وهو حليف بني مخزوم، وأمه سمية، وهي أول من استشهد في سبيل الله عز وجل، وهو وأبوه وأمه من السابقين، وكان إسلام عمار بعد بضعة وثلاثين، وهو ممن عُذِّبَ في الله".
هاجر عمار إلى المدينة، وشهد بدرًا وأحدًا والمشاهد كلها مع النبي صلى الله عليه وسلم.
أثنى عليه النبي صلى الله عليه وسلم؛ رُوي أنه اسْتَأْذَنَ على عليّ رضي الله عنه، فقال: مَرْحَبًا بِالطَّيِّبِ الْمُطَيَّبِ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «عَمَّارٌ مُلِئَ إِيمَانًا إِلَى مُشَاشِهِ». أي: مُلِئ جَوْفه به حَتَّى وصل إلى الْعِظَام الظَّاهِرَة.
ورُوي أيضًا في الثناء عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي، وَأَشَارَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَاهْتَدُوا بِهَدْيِ عَمَّارٍ».
جعل النبي صلى الله عليه وسلم معاداة عمارٍّ معاداة لله وبغضه بغض من الله؛ روى الإمام أحمد عن خالد بن الوليد رضي الله عنه قال:
كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَمَّارٍ كَلَامٌ فَانْطَلَقَ عَمَّارٌ يَشْكُونِي إلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَيْت رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَشْكُونِي، فَجَعَلَ عَمَّارٌ لَا يَزِيدُهُ إلَّا غِلْظَةً وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاكِتٌ فَبَكَى عَمَّارٌ وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا تَسْمَعُهُ، قَالَ: فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلَيَّ رَأْسَهُ فَقَالَ: «مَنْ عَادَى عَمَّارًا، عَادَاهُ اللهُ، وَمَنْ أَبْغَضَ عَمَّارًا أَبْغَضَهُ اللهُ»[1]، قَالَ: فَخَرَجْت فَمَا كَانَ شَيْءٌ أَبْغَضُ إلَيَّ مِنْ غَضَبِ عَمَّارٍ، فَلَقِيته فَرَضِيَ
عمار بن ياسر في الجاهلية:
قال الواقدي وغيره من أهل العلم بالنسب والخبر: إن ياسرا والد عمار عرني قحطاني مذحجي من عنس إلا أن ابنه عمارا مولى لبني مخزوم؛ لأن أباه ياسرا تزوج أمة لبعض بني مخزوم فولدت له عمارا.
وكان سبب قدوم ياسر مكة أنه قدم هو وأخوان له يقال لهما: "الحارث ومالك" في طلب أخ لهما رابع فرجع الحارث ومالك إلى اليمن وأقام ياسر بمكة، فحالف أبا حذيفة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وتزوج أَمَةً له يقال لها: "سمية" فولدت له عمارًا فأعتقه أبو حذيفة؛ ومن هنا صار عمار مولى لبني مخزوم وأبوه عرني كما ذكرنا.
قصة إسلام عمار بن ياسر:
أسلم عمار رضي الله عنه ورسول الله صلى الله عليه وسلم في دار الأرقم بن أبي الأرقم، والوقت حينئذ وقت فتنة، قال عمار: "لقيت صهيب بن سنان على باب دار الأرقم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم فيها، فقلت له: ما تريد؟، فقال لي: وما تريد أنت؟، فقلت: أردت الدخول إلى محمد فأسمع كلامه، فقال: فأنا أريد ذلك، فدخلنا عليه، فعرض علينا الإسلام فأسلمنا، ثم مكثنا يومنا حتى أمسينا، ثم خرجنا مستخفين".
قال مجاهد: "أول من أظهر الإسلام سبعة: رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وبلال، وخباب، وصهيب، وعمار، وأمه سمية".
وروى يحيى بن معين عن إسماعيل بن مجالد عن مجالد عن بيان عن وبرة عن همام قال: سمعت عمارا يقول: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وما معه إلا خمسة أعبد وامرأتان وأبو بكر.
واختلف في هجرته إلى الحبشة. وعذب في الله عذابا شديدًا.
فضله ومآثره:
قال أبو عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر: أخذ المشركون عمارا، فلم يتركوه حتى نال من رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر آلهتهم بخير، فلمَّا أتى النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَا وَرَاءكَ؟» قال: شَرٌّ يَا رَسُوْلَ اللهِ، وَاللهِ مَا تُرِكْتُ حَتَّى نِلْتُ مِنْكَ، وَذَكَرْتُ آلِهَتَهُم بِخَيْرٍ. قَالَ: «فَكَيْفَ تَجِدُ قَلْبَكَ؟». قَالَ: مُطْمَئِنٌّ بِالإِيْمَانِ. قَالَ: «فَإِنْ عَادُوا فَعُدْ».
وَرَوَى أَبُو بَلْجٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: عَذَّبَ الْمُشْرِكُونَ عَمَّارًا بِالنَّارِ. فَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمُرُّ بِهِ، فَيُمِرُّ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ، وَيَقُولُ: يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى عَمَّارٍ كَمَا كُنْتِ عَلَى إِبْرَاهِيمَ. تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ"[2].
وعن أبي إسحاق عن هانئ بن هانئ عن علي قال: استأذن عمار على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "من هذا؟" قال عمار، قال: "ائْذَنوا له، مَرحبًا بالطَّيِّبِ المُطَيَّبِ"[3]
وعَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ابْنُ سُمَيَّةَ مَا عُرِضَ عَلَيْهِ أَمْرَانِ قَطُّ إِلَّا أَخَذَ بِالْأَرْشَدِ مِنْهُمَا»[4].
عَنْ عِكْرِمَةَ، قالَ لي ابنُ عَبَّاسٍ ولِابْنِهِ عَلِيٍّ: انْطَلِقَا إلى أبِي سَعِيدٍ فَاسْمعا مِن حَديثِهِ، فَانْطَلَقْنَا فَإِذَا هو في حَائِطٍ يُصْلِحُهُ، فأخَذَ رِدَاءَهُ فَاحْتَبَى، ثُمَّ أنْشَأَ يُحَدِّثُنَا حتَّى أتَى ذِكْرُ بنَاءِ المَسْجِدِ، فَقالَ: كُنَّا نَحْمِلُ لَبِنَةً لَبِنَةً وعَمَّارٌ لَبِنَتَيْنِ لَبِنَتَيْنِ، فَرَآهُ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَيَنْفُضُ التُّرَابَ عنْه، ويقولُ: «ويْحَ عَمَّارٍ، تَقْتُلُهُ الفِئَةُ البَاغِيَةُ، يَدْعُوهُمْ إلى الجَنَّةِ، ويَدْعُونَهُ إلى النَّارِ»[5].
وفي مصنف أبي شيبة، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ ثِنَا مِسْعَرٌ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ قَالَ: سُئِلَ عَلِيٌّ عَنْ عَمَّارٍ قَالَ: مُؤْمِنٌ بَرٌّ، وَإِنْ ذَكَّرْته ذَكَرَ، وَقَدْ دَخَلَ الْإِيمَانُ فِي سَمْعِهِ وَبَصَرِهِ، وَذَكَرَ مَا شَاءَ اللَّهُ مِنْ جَسَدِهِ[6].
روي أن عمر بن الخطاب عزل عمار بن ياسر عن الكوفة واستعمل أبا موسى، وسبب ذلك أن أهل الكوفة شكوه وقالوا له: إنه لا يحتمل ما هو فيه وإنه ليس بأمين، ونزا به أهل الكوفة.
فدعاه عمر، فخرج معه وفدٌ يريد أنهم معه، فكانوا أشد عليه ممن تخلف عنه، وقالوا: إنه غير كافٍ وعالم بالسياسة ولا يدري على ما استعملته. وكان منهم سعد بن مسعود الثقفي، عم المختار، وجرير بن عبد الله، فسعيا به، فعزله عمر. وقال عمر لعمار: أساءك العزل؟ قال: ما سرني حين استعملت ولقد ساءني حين عزلت. فقال له: قد علمت ما أنت بصاحب عمل ولكني تأولت: ﴿وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ﴾ [القصص:5][7].
عمار بن ياسر وعلي بن أبي طالب:
يقول أبو عبد الرحمن السلمي: شهدنا صفين مع علي فرأيت عمار بن ياسر لا يأخذ في ناحية ولا واد من أودية صفين إلا رأيت أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يتبعونه كأنه علم لهم"[8].
وقَالَ أَبُو البختري: قَالَ عمار بْن ياسر يَوْم صفين: ائتوني بشربة، فأتي بشربة لبن، فَقَالَ: إن رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «آخِرُ شَرْبَةٍ تَشْرَبُهَا مِنَ الْدُّنْيَا شَرْبَةُ لَبَنٍ»، وشربها، ثُمَّ قاتل حتَّى قتل، وكان عمره يومئذ أربعا وتسعين سنة وقيل: ثلاث وتسعون وقيل: إحدى وتسعون[9].
وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: «شَكَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «يَا خَالِدُ لِمَ تُؤْذِي رَجُلًا مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ؟ لَوْ أَنْفَقْتَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا لَمْ تُدْرِكْ عَمَلَهُ؟» قَالَ: يَقَعُونَ فِيَّ فَأَرُدُّ عَلَيْهِمْ، قَالَ: «لَا تُؤْذُوا خَالِدًا فَإِنَّهُ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ صَبَّهُ اللَّهُ عَلَى الْكُفَّارِ»[10].
وذَكَرَ الْوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: رَأَيْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ يَوْمَ الْيَمَامَةِ عَلَى صَخْرَةٍ وَقَدْ أَشْرَفَ يَصِيحُ: يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، أَمِنَ الْجَنَّةِ تَفِرُّونَ! أَنَا عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ، هَلَمُّوا إِلَيَّ، وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَى أُذُنِهِ قَدْ قُطِعَتْ فَهِيَ تُدَبْدِبُ وَهُوَ يُقَاتِلُ أَشَدَّ الْقِتَالِ.[11]
ومن الأحاديث التي نقلها عمار بن ياسر عن المصطفى:
روي عن الحسن بن أبي الحسن عن عمار بن ياسر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ثَلَاثَةٌ لَا تَقْرَبُهُمْ الْمَلَائِكَةُ: جِيفَةُ الْكَافِرِ وَالْمُتَضَمِّخُ بِالْخَلُوقِ وَالْجُنُبُ إِلَّا أَنْ يَتَوَضَّأَ»[12].
وفي سنن الترمذي عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ عَنْ عَمَّارٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَخَّصَ لِلْجُنُبِ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَأْكُلَ أَوْ يَشْرَبَ أَوْ يَنَامَ أَنْ يَتَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ، وقال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح.
وفاة عمار بن ياسر:
روى عمارة بن خزيمة بن ثابت قال: شهد خزيمة بن ثابت الجمل وهو لا يسل سيف. وشهد صفين ولم يقاتل وقال: لا أقاتل حتى يقتل عمار فأنظر من يقتله فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "تقتله الفئة الباغية". فلما قتل عمار قال خزيمة: ظهرت لي الضلالة. ثم تقدم فقاتل حتى قُتل.
ولَمَّا قُتل عمار قال: "ادْفِنُونِي فِي ثِيَابِي؛ فَإِنِّي مُخَاصِمٌ"[13].
وقد اختلف في قاتله فقيل: قتله أبو الغادية المزني وقيل: الجهني طعنه طعنة فقط فلما وقع أكب عليه آخر فاحتز رأسه فأقبلا يختصمان كل منهما يقول: "أنا قتلته". فقال عمرو بن العاص: والله إن يختصمان إلا في النار والله لوددت أني مت قبل هذا اليوم بعشرين سنة وقيل: حمل عليه عقبة بن عامر الجهني وعمرو بن حارث الخولاني وشريك بن سلمة المرادي فقتلوه[14].
وكان قتله في ربيع الأول أو الآخر من سنة سبع وثلاثين ودفنه علي في ثيابه ولم يغسله. وروى أهل الكوفة أنه صلى عليه وهو مذهبهم في الشهيد أنه يصلي عليه ولا يغسل.
[1] صحيح ابن حبان
[2] سير أعلام النبلاء.
[3] الإمام أحمد في مسنده عن علي بن أبي طالب وصححه الشيخ أحمد شاكر.
[4] السلسلة الصحيحة رقم 116965
[5] البخاري: (447).
[6] مصنف أبي شيبة.
[7] الكامل في التاريخ.
[8] كتاب أسد الغابة ط العلمية.
[9] كتاب أسد الغابة ط العلمية.
[10] رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ وَالْبَزَّارُ، وَرِجَالُ الطَّبَرَانِيِّ ثِقَاتٌ.
[11] الاستيعاب في معرفة الصحابة.
[12] حسنه الألباني في صحيح أبي داود، والمراد من الحديث أن ملائكة الرحمة لا تقرب هؤلاء بتنزل بركة أو رحمة عليهم؛ لأنهم ليسوا أهلا لهذا الفضل، والمراد التنفير من فعلهم وما هم عليه من الحال الموجب لانصراف ملائكة الرحمة عنهم، يؤيده رواية البيهقي لهذا الحديث في "سننه" (9241) وفيه: (ثَلاَثَةٌ لاَ تَقْرَبُهُمُ الْمَلاَئِكَةُ بِخَيْرٍ ...).
[13] السنن الكبرى، كتاب قتال أهل البغي.
[14] كتاب أسد الغابة ط العلمية.
التعليقات
إرسال تعليقك