ملخص المقال
أعلنت السفارة الأمريكية في دمشق أنها ستغلق أبوابها الخميس 30 أكتوبر 2008م بسبب "ازدياد المخاوف الأمنية".في تطور جديد في العلاقات الأمريكية السورية بعد الغارة الأمريكية على سوريا، أعلنت السفارة الأمريكية في دمشق أنها ستغلق أبوابها الخميس 30 أكتوبر 2008م؛ بسبب "ازدياد المخاوف الأمنية". وأكدت السفارة أنها تلقت رسميًّا قرار الحكومة السورية بإغلاق المؤسسات الثقافية الأمريكية على الأراضي السورية، ويشمل القرار المركز الثقافي الأمريكي والمدرسة الأمريكية القائمين في العاصمة السورية. وشهدت العاصمة السورية اليوم تظاهرة صغيرة شارك فيها العشرات من العراقيين المقيمين في دمشق، وحمل المتظاهرون شعارات تندد بالغارة الأمريكية، وتؤيد الحكومة السورية. ومرت التظاهرة قرب السفارة الأمريكية في دمشق، لكن رجال الأمن حالوا دون مرور المتظاهرين أمام السفارة. احتجاجات وستشهد العاصمة السورية يوم غدٍ تظاهرة أخرى يتوقع أن تكون أكبر حجمًا للتنديد بالغارة الأمريكية على مدينة البوكمال السورية، كما ستشهد اعتصامًا في قلعة دمشق لنفس الغرض. وفي وقت سابق، كانت السفارة الأمريكية قد أخطرت المواطنين الأمريكيين المقيمين في سوريا بضرورة توخي الحذر والاستعداد لاحتمال إغلاق السفارة الأمريكية في دمشق لمدة غير محددة؛ بسبب التطورات المفاجئة المحتملة للأحداث. وكانت دمشق قد شددت من موقفها من الولايات المتحدة؛ بسبب الغارة التي شنتها القوات الأمريكية على قرية سورية حدودية مع العراق، من خلال التلويح بوقف التعاون مع واشنطن وبغداد حول الأمن الحدودي مع العراق. ويتزامن قرار إغلاق السفارة مع مظاهرات تنظمها الحكومة في دمشق الخميس؛ احتجاجًا على تلك الغارة التي قتل فيها ثمانية أشخاص الأحد الماضي في إحدى القرى القريبة من منطقة البوكمال بمحافظة دير الزور شرقي البلاد، والمحاذية للحدود مع العراق. وقالت سوريا: إن القتلى مدنيون سوريون وليس بينهم قيادي عراقي في تنظيم القاعدة، حسب ما أشارت الأنباء. كما قررت دمشق عدم حضور اجتماع اللجنة العليا السورية العراقية المشتركة الذي كان من المتوقع أن يعقد في بغداد 12 نوفمبر 2008م. ورغم أن الولايات المتحدة لم تعلن رسميًّا بعدُ مسئوليتها عن الهجوم، إلا أن وسائل الإعلام تناقلت تصريحات من مصادر أمريكية تفيد بأن الهجوم أدى إلى مقتل شخص يدعى "أبو غادية"، يعتقد أنه المسئول عن تهريب مسلحين إلى العراق. أعلن المعلم أن سوريا تنتظر توضيحات من الجانب الأمريكي "توضيحات مقنعة" وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم في مقابلة حصرية أجرتها معه بي بي سي العربية: إن بلاده "تنتظر توضيحًا من الحكومتين العراقية والأمريكية لما جرى، وإذا لم يكن الرد مقنعًا فإن سوريا تدرس خيارات تعرف الولايات المتحدة أنها مؤلمة". لكن المعلم استبعد أن تشمل الخيارات الرد العسكري. وقال وزير الخارجية السوري: إن دمشق "لا تنفي وجود خلايا إرهابية وخلايا نائمة فيها على صلة بتسلل مسلحين إلى العراق"، ولكنه قال: إن حكومته "تلقي القبض على تلك الخلايا، وستكشف عنها قريبًا". وجدَّد المعلم القول: إن سوريا "لا تستطيع ضبط حدودها مع العراق بصورة تامة، مشيرًا إلى أن بلاده تقع جغرافيًّا بين لبنان والعراق؛ حيث إن هناك "انتشارًا للسلفيين في شمال لبنان وانتشارًا للقاعدة في شمال العراق". وقال: لا يمكن لبلد في العالم أن يُحْكِمَ ضبط حدوده، كما أن "ضبط الحدود يحتاج إلى طرفين". وقال أيضًا: إن السوريين عرضوا منذ بضع سنوات على الأمريكيين تعاونًا أمنيًّا ثلاثيًّا أمريكيًّا عراقيًّا سوريًّا، يتضمن تقديم معدات لمراقبة الحدود، لكن واشنطن انسحبت ولم تقدم تلك المعدات؛ خشية من استخدامها ضد إسرائيل. وأكد أن سوريا لن تقطع علاقتها مع إيران أو مع حركة حماس الفلسطينية وحزب الله في لبنان، قائلاً: إن سوريا تعمل على التوفيق ما بين الفلسطينيين، وإنها لا تعتقد أن إيران بصدد امتلاك أسلحة نووية. BBC 30/ 10/ 2008م
التعليقات
إرسال تعليقك