ملخص المقال
قدم الدكتور سمير جعجع للرئيس المصري حسني مبارك، اقتراحين لحل مشكلة مزارع شبعا المحتلة من قبل إسرائيلقدم الدكتور سمير جعجع، رئيس الهيئة التنفيذية لحزب القوات اللبنانية للرئيس المصري حسني مبارك، اقتراحين لحل مشكلة مزارع شبعا المحتلة من قِبَل إسرائيل؛ الأول يتعلق بالاستعانة بعلاقات مصر الدولية خاصة مع الولايات المتحدة من أجل الضغط على إسرائيل للانسحاب منها، والثاني إقناع دمشق بتوقيع وثيقة مشتركة مع الحكومة اللبنانية تؤكد «لبنانية» المزارع بحيث تقدم للأمم المتحدة لتصبح المزارع تحت أحكام قرار مجلس الأمن رقم 425، وبالتالي تصبح إسرائيل مضطرة للانسحاب منها تنفيذًا لهذا القرار. ووصف جعجع هذا الحل بأنه الأسرع والأفضل لتحرير آخر قطعة من الأراضي اللبنانية. وفي تصريحاته للصحافيين عقب استقبال مبارك له في القاهرة أمس، نفى جعجع أن تكون زيارته لمصر ردًّا على زيارة ميشال عون لإيران، وقال بأنه تم خلال المقابلة استعراض تطورات الأوضاع في الجنوب والشمال اللبناني ومشكلة مزارع شبعا. وأضاف أنه عرض على الرئيس مبارك الوضع في شمال لبنان خاصة مشكلة الانتشار العسكري السوري على الحدود الشمالية مع لبنان وعلى طول 40 كيلو متر. ووصف جعجع في تصريحاته هذا الانتشار بأنه «غير مفهوم». وتابع قائلاً: «لو كان يستهدف ضبط الحدود السورية فقط لكان أكثر شمولاً». وأشار جعجع إلى اعتقال الصحافيين الأميركيين في شمال لبنان من خلال القوات السورية، فأكد أنهما تعرَّضَا للاختطاف من الأراضي اللبنانية من مدينة طرابلس، بينما يقول السوريون: إنه تم اعتقالهما أثناء محاولتهما اختراق الحدود. وتساءل جعجع: «هل كان هذا الانتشار السوري فعلاً لضبط الحدود؟». وقال: إن مسألة ضبط الحدود تستلزم تنسيقًا كاملاً مع الجيش اللبناني، وليس القيام بعمل انفرادي على جزء من الحدود الشمالية مع لبنان. وأكد جعجع أن الانتشار السوري على الحدود مع طرابلس وعكار، وهي مناطق مؤيدة لفريق «14 آذار»، «هو للضغط النفسي على المواطنين اللبنانيين في هذه المنطقة قبيل الانتخابات النيابية. ويقول للمواطن: نحن ما زلنا هنا ولسنا بعيدين، كما يوحي للغرب بأن سوريا بصدد التحرك لتنفيذ القرار رقم 1701 الخاص بضبط الحدود وترسيمها مع لبنان وهو إيحاء غير حقيقي». وشدد جعجع على أن الرسالة التي تُمَثِّلها زيارته لمصر ليست رسالة حزبية أو لمسيحيي لبنان، ولكنها رسالة لكل اللبنانيين بأن مصر مع لبنان الحر المستقل، مؤكدًا أن مصر كانت أكبر دولة عاشت الأزمة اللبنانية بعمق منذ اللحظة الأولى وساندتها. وأشار إلى الشعار الذي طرحه الرئيس المصري الراحل أنور السادات عندما قال: «ارفعوا أيديكم عن لبنان». وقال: إنه وجد من الرئيس حسني مبارك كل التفهم والمساندة والعون لعودة الاستقرار إلى ربوع لبنان، والمضي في مشروعات التنمية فيه. وحول مستقبل الحوار الوطني اللبناني قال جعجع: إن هذا الحوار سيكون صعبًا جدًّا وفي أسوأ الحالات سيكون أفضل من اللا حوار. وعن استمرار الخلافات اللبنانية ـ اللبنانية بعد انتخاب الرئيس اللبناني ميشال سليمان قال جعجع: إنه ليس من الصحيح وصف الخلافات في لبنان بأنها خلافات لبنانية ـ لبنانية، فالوضع في لبنان تعقَّد بسبب التدخلات الخارجية. مشيرًا إلى أن هناك نظريتين مختلفتين للدولة اللبنانية بين فريق «14 آذار» والمعارضة، خاصة أن نظرية فريق «14 آذار» تؤكد أن يكون القرار بكامله وكذلك كل السلاح بيد الدولة اللبنانية فيما ترى المعارضة توجُّهًا آخر. وعقب اجتماعه بوزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، تحدث جعجع عن دور إيران في تأجيج المسألة اللبنانية، فقال: إن إيران تلعب دورًا مهمًّا في تمويل وتدريب وتسليح تنظيم لبناني، في الوقت الذي نبحث فيه نحن عن كيفية نقل القرار الاستراتيجي كله إلى داخل مؤسسات الدولة اللبنانية، وبهذا المعنى فإننا نرى أن الدور الإيراني ليس في الاتجاه المطلوب؛ إذا كان المطلوب قيام دولة فعلية في لبنان. وعما إذا كان قد طلب من مصر مساعدات أمنية لتحسين الوضع الأمني في لبنان، نفى جعجع ذلك مشيرًا إلى أن مثل هذه الأمور تتم بين الحكومتين المصرية واللبنانية. صحيفة الشرق الأوسط 15 / 10 / 2008م
التعليقات
إرسال تعليقك