ملخص المقال
شدد وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو على أن مسار المرحلة المقبلة في سوريا مرهون بالخطوات التي ستتخذ في الأيام المقبلة وليس الأشهر، ووصف الأيام
قصة الإسلام - وكالات
شدد وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو على أن مسار المرحلة المقبلة في سوريا مرهون بالخطوات التي ستتخذ في الأيام المقبلة وليس الأشهر، ووصف الأيام المقبلة بالحرجة.
وأشار أوغلو في في مؤتمر صحفي عقده في أنقرة عقب عودته من دمشق مساء أمس، إلى أن النقاش مع الرئيس السوري بشار الأسد كان مفصلا ودقيقا في كل شيء، لكن رفض الخوض في التفاصيل وما تم الاتفاق عليه بين الجانبين.
وأشار إلى أن من المهم عدم مواجهة الشعب مع الجيش وعدم تكرار ما حدث في مدينة حماة.
كما أكد أوغلو على ضرورة أن تعكس تلك الخطوات إرادة الشعب السوري، مشيرا إلى أنه أوصل إلى القيادة السورية رسائل تركية فقط من رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان والرئيس عبد الله غل، ونفى نقل أي رسائل أخرى إلى دمشق.
وكانت أنباء ترددت قبيل زيارة أوغلو إلى دمشق بشأن حمله رسالة من وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون لإيصالها للنظام السوري مفادها "إعادة الجنود إلى ثكناتهم فورا".
وقد وصف مراقبون زيارة كبير الدبلوماسية التركية إلى دمشق بأنها "التحذير الأخير" للنظام السوري.
في المقابل، قال الرئيس السوري بشار الأسد إن قواته ستواصل ملاحقة "الجماعات الإرهابية" بعد أن ضغطت عليه تركيا لوقف هجوم عسكري يستهدف سحق الاحتجاجات المناهضة لحكمه.
ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) عن الأسد قوله لوزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو: إن سوريا لن تتهاون بملاحقة المجموعات الإرهابية المسلحة من أجل حماية استقرار الوطن وأمن المواطنين، مضيفًا: لكنها مصممة على استكمال خطوات الإصلاح الشامل ... وهي منفتحة على أي مساعدة تقدمها الدول الشقيقة والصديقة على هذا الصعيد.
ويتذرع نظام الأسد بـ "المجموعات المسلحة" أو كما يسميها "الإرهابية"، في عمليات القمع الدموية التي ينفذها بحق المتظاهرين السلميين. وفي العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش ضد المدنيين في المدن. وقد اعترف عسكريون انشقوا عن الجيش العربي السوري أنهم كانوا يتلقون معلومات بشأن هذه المجموعات المسلحة عند التحرك في عمليات عسكرية داخل المدن، ثم لا يجدون أي مجموعات مسلحة في تلك المدن، ويتلقون أوامر بإطلاق النار بشكل مباشر على المدنيين.
وبينما كان داود أوغلو يجتمع بالأسد في دمشق قالت المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سوريا إن القوات السورية قتلت 30 شخصا على الأقل ودخلت بلدة قرب الحدود التركية.
وقالت المنظمة إن معظم الوفيات حدثت عندما اقتحمت قوات تدعمها الدبابات والعربات المصفحة قرى شمالي حماة بينما قتل أربعة أشخاص في بلدة بنش الواقعة على بعد 30 كيلومترا من الحدود مع تركيا.
ورغم تزايد الإدانة الدولية بما في ذلك موجة مفاجئة من الانتقادات العربية قال سكان في مدينة دير الزور بشرق البلاد إن قوات الأسد واصلت هجومها على المدينة.
ويقول نشطاء إن 1600 مدني على الأقل قتلوا منذ اندلاع الانتفاضة على حكم الأسد في مارس مما جعلها واحدة من أعنف الانتفاضات التي تجتاح العالم العربي.
وتشهد سوريا نحو خمسة أشهر من الاحتجاج على حكم الأسد المستمر منذ 11 عاما. وفي الأسبوع الماضي أرسل الأسد قوات ودبابات لقمع مدينة حماة بوسط سوريا وشن الجيش هجوما مماثلا يوم الأحد على دير الزور.
وقال أحد السكان إن رتلا من المدرعات توجه إلى وسط المدينة اليوم الثلاثاء حيث اقتحم الجنود البيوت وقاموا باعتقالات في عاصمة المحافظة الواقعة في منطقة نفطية متاخمة للعراق.
وقال المقيم الذي لم يذكر سوى اسمه الاول إياد: إنهم الآن على مسافة نحو كيلومتر من وسط المدينة. عندما ينتهون من منطقة ينتقلون إلى أخرى.
وفي دير الزور قال احد المقيمين أمس الاثنين إن 65 شخصا على الأقل قتلوا منذ اقتحمت دبابات ومدرعات المدينة الواقعة على بعد 400 كيلومتر إلى الشمال الشرقي من دمشق يوم الأحد.
وزادت الضغوط على الأسد حين أصدرت المملكة العربية السعودية تحذيرا صريحا من أنه يخاطر بالمزيد من الاضطرابات ما لم يوقف إراقة الدماء ويجري إصلاحات. وحذت كل من الكويت والبحرين حذو السعودية في استدعاء سفيرها من دمشق.
وبسحب السفراء لم يعد أمام الأسد الكثير من الأصدقاء الدبلوماسيين بخلاف إيران. وفرضت دول غربية عقوبات على كبار مسؤوليه بينما حذرت دول تربطها علاقات أوثق بدمشق مثل روسيا وتركيا الأسد من أن الوقت ينفد أمامه, لكن لم تقترح أي دولة عملا عسكريا مثل الذي يجري حاليا في ليبيا.
التعليقات
إرسال تعليقك