ملخص المقال
أول تضحيات الأسد.. مخلوف يعلن اعتزاله الأعمال
قصة الإسلام – موقع المسلم
أعلن رجل الأعمال السوري رامي مخلوف ابن عم الرئيس السوري بشار الأسد تخليه عن العمل في التجارة ل"يشارك في الأعمال الخيرية" بحد زعمه، وهي خطوة اعتبرها محللون -إن صدقت -أول التضحيات التي يقوم بها الأسد لإرضاء الغضب الشعبى المندلع ضده منذ مارس الماضي.
ويملك مخلوف الذي يوصف بأنه رمز الفساد فى النظام، عدة شركات من بينها "سيرياتل" أكبر شركة لخدمات الهاتف المحمول في البلاد. ويمتلك أيضا العديد من متاجر الأسواق الحرة وامتيازا نفطيا وشركة طيران وله حصص في قطاعات الفنادق والانشاءات وله أسهم في مصرف واحد على الأقل.
تجدر الإشارة إلى أن المحتجين في سوريا قاموا أكثر من مرة بإحراق مكاتب للشركات المملوكة لمخلوف، بينما كشفت مصادر إعلامية أن السلطات التركية تطالب الرئيس الأسد "بالتضحية" ببعض الأشخاص المقربين منه، من بينهم مخلوف وشقيقه ماهر.
ويصف بعض المحللين مخلوف، وهو في الأربعينات من العمر، بأنه "أخطبوط الاقتصاد السوري."
وعقد مخلوف يوم الخميس مؤتمرا صحفيا أعلن فيه قراره الاعتزال عن العمل في مجال التجارة.
وقال مخلوف إنه سيطرح جزءا من أسهم شركة الاتصالات "سيريتل" لذوي الدخل المحدود من السوريين، علما بأنه يملك نسبة 40 % من أسهم الشركة، وهي إحدى شركتين تحتكران تقديم خدمة الهواتف المحمولة في سورية.
وأضاف: إن أرباح حصته من "سيريتل" ستخصص "للأعمال الخيرية والتنموية، وستستفيد منها جميع الشرائح من درعا إلى القامشلي"، بما فيها المشاريع الحالية التي يملكها، حيث سيتم توجيهها لتكون خدماتية إنمائية.
كما أعلن تخصيص "جزء من الأراضي التي يملكها لمشاريع سكنية تقدم للمواطنين بسعر التكلفة"، وقال: إن لديه مشروعا "يحقق الاستقرار لآلاف الناس في قراهم، ويتمثل في تربية الأبقار وإنتاج الحليب"، وإنه لن يدخل في أي مشاريع جديدة يكون لها مكاسب شخصية، وقال: "سأتفرغ للأعمال الخيرية والإنسانية"، كما أنه سيخصص جزءا من برنامجه لرعاية "أهالي جميع شهداء سوريا الذين سقطوا في الأحداث الأخيرة".
وتابع مخلوف قائلا: "قدمت مليارات الليرات للاقتصاد السوري وهذا واجبي"، داعيا رجال الأعمال السوريين الكبار إلى اتخاذ خطوات مماثلة "لأن وطننا بحاجة لهذه العطاءات، والوقت حان للعطاء، وليس الأخذ". وقال: "لن تكون هناك أعمال جديدة لرامي مخلوف لها مكاسب شخصية، بل كلها لخدمة المواطن، أنا اعتزلت البزنس".
وجاء كلام مخلوف الذي ثبت تورطه في أعمال قمع المحتجين بعد مقدمة عبر فيها عن أسفه لأنه تم طرح اسمه من باب قرابته للرئيس السوري، لا من "باب حقه كمواطن في العمل والتطوير وخلق فرص العمل"، زاعما أن "المتآمرين حاولوا المس بصورة الأسد والإضرار بسوريا"، مؤكدا أنه لن يسمح بأن يكون "عبئا على سوريا ولا على رئيسها".
وكان الاتحاد الأوروبي قد أدرج مخلوف ضمن 12 مسؤولا سوريا على قائمة العقوبات التي تشمل تجميد أمواله ومنعه من السفر.
وفي عام 2008م فرضت الولايات المتحدة عقوبات على مخلوف الذي قالت وزراة الخزانة الأمريكية إنه يتربح ويساعد مسؤولين آخرين في النظام السوري في تورطهم بالفساد الإداري.
تجدر الإشارة إلى أن شقيق مخلوف حافظ مسؤول رفيع المستوى في الإدارة العامة للمخابرات السورية.
ويقول المحللون: إنه لأول مرة منذ بدء الانتفاضة يضطر شخص يعتبر دعامة للقيادة، إلى التنحي علنا على الأقل، حيث بدأت الحكومة تستخدم الآن مجموعة من الأوراق الأخرى، أحدها هو تلبية مطالب المحتجين مباشرة، لكنها خطوة متأخرة قد تكون غير مقبولة من قبل المناهضين.
رغم أن شخصيات المعارضة السورية شككت فى الخطوة التى قام بها مخلوف، إلا أنها بادرة حسن نوايا رمزية.. ربما يثبت أهميتها فى الوقت الذى يواجه فيه بشار الأسد، التحدى الأكبر لحكمه المستمر منذ 11 عاماً، بحسب ما ذكرت الصحيفة .
التعليقات
إرسال تعليقك