ملخص المقال
تصحيح مفهوم الخسارة والخاسرين مقال بقلم الدكتور ناصر العمر يوضح فيه حقيقة الخسران ومعنى الفوز، فما هي الخسارة الحقيقية؟
الخسرانالمبين دنيا وأخرى في مخالفة أمر الله لا في النجاة بالأبدان من أذى ينالها فيالدنيا، فليس بالضرورة أن يكون هذا فوزا ليكون ضده خسارة، فالقوم خسروا بتقهقرهموإن سلمت أبدانهم. إن الفوز الكبير قد يتحقق مع القتل وإزهاق النفس، فما المفهومالصحيح للخسارة؟ وكيف يحقق الإنسان الفوز؟
تأمل في قول موسى rلقومه بمقربة قرية الجبارين: {وَلاَ تَرْتَدُّواعَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ}
إنالفوز الكبير قد يتحقق مع القتل وإزهاق النفس، وقد قال قائلنا قديمًا[1] والحربة تنفذأحشاءه: "فزت ورب الكعبة". وفي التنزيل: {قُتِلَأَصْحَابُ الأُخْدُودِ النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌوَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْإِلاَّ أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ}
(ذلكالفوز الكبير) ما وصف الله تعالى الفوز بهذا الوصف إلاّ في هذا الموضع من القرآنتعقيبًا على نبأ قوم قُتِّلوا تلك القتلة الشنيعة! وكما أن الفوز يتحقق مع قتلالفائز وإزهاق نفسه، فكذلك الخسارة اليوم لا تنفك عن بعض المترفين المنعمين الذينسلمت لهم أبدانهم وأوطانهم وأموالهم فهم يرتعون ويتنعمون وهم خاسرون. وتأمل كيفجاء التعقيب بعد ذكر موقعة أحد وماأصاب المسلمين فيها من المصاب الجلل، قال الله تعالى: {
فهذههي الخسارة الحقيقة الموجعة، أما خسارة جولة أو معركة فليست نهاية التاريخ، بل إنوراءها ما يأتي بعدها، وإن قُتِلَ مسلمٌ وعاش ظالم، قال الله U:{فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِفَقَتَلَهُ} فماذا كانت العاقبة؟ هل أصبح من الفائزين الظافرين؟ قالالله تعالى: {فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ}
وفيالغالب أن هذا المتاع والإمداد يكون إلى أمدٍ يملي الله له فيه ويستدرجه ثم يأخذهأخذ عزيز مقتدر، بعد أن يغترّ ويسخر ويحسب أن الخاسر غيره، وما درى المسكين أنهأكبر الخاسرين.
وتأملنموذجًا لهؤلاء أخبر الله U عنهم فقال: {وَقَالَ الْمَلأُالَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْبًا إِنَّكُمْ إِذًالَخَاسِرُونَ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَالَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا الَّذِينَ كَذَّبُواشُعَيْبًا كَانُوا هُمُ الْخَاسِرِينَ}
وهذهالسُّنَّة قد تتخلف في الدنيا عن معيَّنين، فيهلك أحدهم قبل أن يمسه العذابالدنيوي؛ ليدخر له العذاب كاملاً يوم القيامة. غير أن عامة القرى يمسها عذابالدنيا وعذاب الآخرة، وعذاب الآخرة هو الخسران المبين: {
المصدر:موقع المسلم.
التعليقات
إرسال تعليقك